من الـمعلوم أن رعيــلا سابقــــا من العلماء، والسياسيين، والمثقفين الأفـــذاذ، من أمثال الســـادة : مُـحمد الفاسي، وعبد الله ﮔـنون، وعلال الفاسي، وعبد الخالق الطريس، وعبد العزيز بن عبد الله، قد فكروا في إنـجاز موسوعة تعمل على نشر المعرفة على نطاق واسع، إلاَّ أن ما تحقق في هذا الصدد قد اقتصر، فقط، على ما ألفه الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله بصفته رئيسا سابقا للمكتب الدائـم للتعريب في الوطن العربي بالرباط، ونشره في "الـموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية". تطلب إنجاز العدد الأول من موسوعة "معلمة المغرب" ووضع خُــطة عمل اللجنة العلمية المشرفة على إصدارها ما لا يقل عن ثـمانـي سنوات من جلسات العمل والتحضير. وشارك في تحرير مواد وموضوعات هذا العدد حوالي 350 كاتبا وكاتبة من الجامعة ومن خارجها. و "معلمة المغرب"، كما هو معلوم، قد سـُـخــّـرت للتعريف علميا، ولكن بكيفية مبسطة، بتاريخ المغرب، وجغرافيته، ودولـه، ومؤسساته الاجتماعية والثقافية، وثرواته المعدنية، والفلاحية، وعادات وتقاليد سكانه، والنابـهين من أبنائــــه ...، وذلك منذ أقدم العصور إلى يـــوم الناس هذا. وإنـها لتعتبــر بـحـــــق النشــــرة الوحيدة من نوعـــها، ليس فقط في المغــــرب، أو في الـمــغرب الكبير، بل في العالم العربي بأكمله. هـــــذا، وعنــــد تــــــولينـــــا مســــؤوليــــة الإشـــــراف علــــى الجمعيــــة المغربية للتأليف والترجمـــة والنشـــر و"معلمة المغرب" سنة 2015، كان قد صدر من هذه الأخيرة سبع وعشرون عدداً، ثم فيما بعد ظهرت، الأعداد 28، و29، و30 من "معلمة المغرب" التي آرتـأينا تعزيزها بنشرة جديدة ســميناها "دفاتر البحث"، تسخر لتعميق البحث في مواضيع وقضايا اقتصادية، واجتماعية، وبيئية، ومؤسستية، استأثـــرت منذ مطلع الألفية الحالية، باهتمام الدولة، والهيئات المنتخبة، ومراكز ومعاهد البحث في ربوع بلادنا، بسبب راهنيتها الملحة في زمن العولــمة، وما يُــرجى جنيه من فوائد ومنافع من معالجتها، ولاسيما في جهات البلاد التي يعاني فيها السكان سلبيات الجفاف، والتصحر، وندرة التساقطات المطريـــة. هذا، وفي مرحلة أولى، سنعمل على معالجة الموضوعات الآتية : 1 ـ الصحراء الـمغربية، النــمــوذج الـــرائـــــد. 2 ـ واحات الجنوب المغربي وطبيعة التوازنات البيئية. 3 ـ محمية أرﮔــان في محيطها الحيوي، التطورات وعناصر التقوية. 4 ـ الهجرة في تاريخ المغرب. 5 ـ المنتوجات الفلاحية المحلية. 6 ـ خطة المغرب الأخضر (لمواجهة ظاهرة التصحر والجفاف). 7 ـ الاقتصاد الدائري وحماية البيئة الطبيعية المغربية. 8 ـ النظام الجديد لتدبير الموارد المائية بالمغرب. 9 ـ الجهوية الـمـتـقدمة (12 جــهة). وغنـي عن البيان، أننا في الجمعية نعقد آمال كبيرة على انخراط الزملاء الأساتذة والباحثين من ذوي الاختصاص في مشروعنا هذا، وذلك بإنجاز بـحـــــوث ودراسات في الـمواضيــــع الوارد ذكرها أعلاه، علما بأن كل دراسة أو بحث ينبغـــــي أن تتراوح صفحاته ما بين 60 و80 صفحة، على أن عدد الصفحات هذا يـمـكن أن يكون أكثــــــر، إذا ما فرضت طبيعة الـموضوع الـمعالج ذلك.