من المعلوم أنه ما كادت تــمر بضع سنوات على استقلال المغرب سنة 1956، حتى بــرزت، جماعة من الأساتذة والباحثين المغاربة، وأسهمت بـحظ وافر  بعملها الجامعي وجهودها الفكرية والثقافية، بعد أن أنــهوا دراساتهم العليا في مدارس ومعاهد حواضر المشرق العربي كالقاهرة، ودمشق، وبغداد، وفي مثيلاتــها في البلاد الأوربية، ونالوا شهادات في علوم اللغة، والأدب، والتاريخ، وغيرها من التخصصات العلمية والتقنية. وبـما أن بعضهم سبق أن تتلمذوا، أو حضروا دروس وأحاديث شيوخ العلم بجامعة القرويين، أو بغيرها من أماكن العبادة والعلم، في كل من مكناس، والرباط، وسـلا، ومراكش ...، وبالتالي أتــيـحت لهم فرصة الاحتكاك برجالات السياسة والفكر في مغرب ثـلاثينات القرن الماضي، فإنه من الطبيعي أن يكونوا قد تأثروا بما كان يروج من أفكار، ويـجــري من مناقشات في مجالس تلكم المعارف، حول ماضي المغرب وتاريخه، وما كان يعانيه أبناؤه، وقـتــئـــذ، من ظلم، وقهر، وتـهميش، نـتيجة السياسة التي كانت تتبعها سلطات الاستعمار في ربوع البلاد، وهو ما ينبغي التصدي له، دفاعا عن كرامة المغاربة، وصوناً لـهُــويتهم الثقافية. والأستاذ محمد حجي واحد من هؤلاء الشباب الناهض الذي أخذ على عاتقه نشر التراث، وإخراج نصوص من عيونه. وإذا ما أضفنا إلى هذه الاعتبارات انخراط الرجل مبكراً في عالم الشغل، معلما، وأستاذا، ومسؤولا تربويا، أدركنا جيداً الدوافع والــحيـثــيات التي حــفــزته على تأسيس جمعية عالــمـة، وفــر لها أسباب النجاح العلمية والمادية الضرورية. وقد ساعده، وآزره على إنجاح مشروعه، ثــلــة من الأساتذة الجامعيين والباحثين الـمـرموقين، منهم من لــبَّــى داعي ربه، ومنهم من لا يـــــزال على قيد الحياة. ومن باب الإنصاف والاعتراف بالجميل، نذكر هنا من الصنف الأول على سبيل الاســتـئـناس لا الحصر السادة :
سعيد أعـــراب، مصطفى أعمار، أحمد بنجلــــــون، محمد بنشريفة، عبد المالك بنعبيــد، الصديق بلعربـي، عثمان بنانـي، أحمد البوزيدي، مصطفى بوشعراء، محمد ابن تاويت التطوانــي، عبــد الله التــرغي، عمر الجيدي، محمد عزيز الحبابي، محمد العربي الخطابي، عبد القادر زمامة، مـحمد زنيبر، قاسم الزهيري، أحمد الشرقـاوي إقــبـال،  محـمـد الشياظمــــي، عبــــد اللـــــه الصبيحـــــي، محمــــــــد ابن عـــزوز حكيم، عبد الرحمـــن القــــادري، محـمد إبراهيم الكتاني، عبد الله ﮔــنـــون، محـمد الـمنونـــــي، الطاهر وعــــزيـــــز، سالـم يفوت ... وأما المساهـمون في تأسيس الجمعية وفي وضع خطتها العلمية، ولازالوا على قيد الحياة، فنذكر منهم السادة :
مـحمــد أديـــوان، مصطفى أعشي، عمـر أفـا، بلكامل البضاويـــة، رقيـة بلمقـــــدم، عبد المجيد بنيوســـف، عبد العزيــز تــوري، أحمد التوفيق، فاطمة الجامعي الحبابـي، محمد رمضانــي، عبد الله ساعف، لطيفــة سـميـرس بنانــي، مصطفى الشابـــي، أحمد شحــلان، عبد الغني أبــو العزم، إسماعيل العلوي، أحمد عمالك، مصطفـــــى عيــــــــاد، عبد الله العوينة، إدريـــــس الفاســـــي، حليمة فرحات، حســــــن الفـﮔـيـﮔـي، مصطفى القبــــاج، الحسين الـمجاهـــــــد، أحمد متفكــــر، نجاة المرينـــي، مصطفى ناعمـــــي، محــمد بلعربـــــي، فاطمـة الــزيــن،... فهؤلاء جميعا، وغيرهم هم الذين أسهموا في وضع وإنجاز برنامج الجمعية العلمي والثقافي الذي تضمن المواد والأنشطة التي سنعرض لها في الفقرات الآتية، بعد أن نذكر أعضاء مكتب الجمعية الحاليين مع تحديد مسؤولية كل واحد منهم، وهــــــــم :
مصطفى الشابـي : رئيســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أحمد شحـــــــــــــلان : نائب الرئيــــــــــــــس
محمد أديــــــــــــــــــــــــــــــوان : الكاتب العـــــــــــام
الحسين الـمجاهد : نـــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــه
عمر أفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا : أمين الـمـــــــــــــــــــــــال
عبد العزيز تـــــوري : نائب أمين المال
أحمد شوقـي بنبين : مستشــــــــــــــــــــــــــــــــــار
نفيسة الذهـبــــــــــــــي : مستشـــــــــــــــــــــــــــــــــارة
إدريس شــحــــــــــــــــو : مستشـــــــــــــــــــــــــــــــــــار
إدريس الفاســـــــــي : مستشــــــــــــــــــــــــــــــــــــار
حسن الفـﮔـيـﮔـي : مستشــــــــــــــــــــــــــــــــــــار
نجاة الـمريــنــــــــــــــــــي : مستشـــــــــــــــــــــــــــــــــــارة

هذا وإنــــــه ليسعدنـي أن أنتهــز فرصة خروج "معلمة المغرب" من الفضاء الورقـــــي إلى فضاء العالم الالكترونـي، لأتقدم بـجزيـــــل الشكر وعظيم الامتنان إلى السادة : رئيـــــس الحكومة المغربية، ووزير الثقافة والشباب والرياضة، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، على الدعـــــم الــمــادي والــمعنوي الذي مـــــا فـــتـــئـوا يقدمــــونـــــه إلى الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، وهـــو الأمر الذي ضمن ولا يــزال يضمن استمرار صدور "معلمة المغرب".